يعتبر العمل الخيري والإنساني بمثابة بعث للحيـاة في المجتمع الـفلسطيني الذي تزداد معاناته يوماً بعد يوم بسبب الحصار والاعتداءات وكل أشكال الظلم والاضطهاد والتمييز العنصري التي يتعرض لها، ومن أهـم أدوات تعزيز صموده في أرضـه التي تحظى بخصوصيـة دينيـة وتـاريخيـة وحضـارية، وفيه اختـراق للحواجز والمـوانع الجغرافية وصولاً إلى فلسطيـن، وهو الترجمـة العمليـة الصادقة لقيم التكافل والإخاء الاجتماعي والتواصل الإنساني والتراحم بين الشعوب، وهو التـعبير الحقيقـي عـن إنسانية الإنسان تجاه أخية الإنسان.

تجدون في هذا التقرير ملخصاً لأهم البرامج والمشاريع الخيرية التي نفذتها جمعيتنا خلال العام المنصرم 1442 هجرية, 2021 ميلادية الذي تعرض فيه قطاع غزة للحرب في شهر مايو وقد كان للجمعية دور مهم وحيوي في مساندة المتضررين وضحايا الحرب مادياً ومعنوياً. حيث نفذت الجمعية قرابة 32 مشروع إغاثي وتنموي في قطاعات: (الحماية والتنمية المجتمعية والاقتصادية والتشغيل والبيئية)، وقد غطت المشاريع مجالات عمل الجمعية (الاجتماعية، الصحية، التعليمية، الزراعية، الاقتصادية، والثقافية)، وقد بلغت قيمة المشاريع مجتمعةً 1,201,129.00 $ دولار استفاد منها قرابة 74,493 أسرة. وقد تم تصميم مشاريع الجمعية بما يتوافق مع خطة التنمية الوطنية الفلسطينية، ومع الأهداف المتعلقة بمنظمات المجتمع المدني من أهداف خطة التنمية المستدامة 2030 التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة.

إن الجمعية الإسلامية في مدينة جباليا وهي تدشن عامها الثالث والأربعين في رحلتها الطويلة الممتدة، رحلة العطاء والنماء، بتوفيق الله تعالى؛ ثم بجهود الطـيبين النبلاء مؤسسات وأفراد قد أضحت مثالاً يحتذى به في إغاثة الملهوف ومد يد العون للمعوز والمحروم. وعملاً بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (لا يشكر الله تعالى من لا يشكر الناس)؛ فإنني في هذا المقام أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لكل المؤسسات المحلية والخارجية والمحسنين الكرام الذين وقفوا معنا وساندونا بدعم مشاريع الجمعية مادياً ومعنوياً، داعياً المولى عز وجل أن يديمهم سنداً وعوناً لفلسطين أرضاً وشعباً، وأن يجزل لهم في المثوبة والأجر، والشكر موصول أيضاً لإخواني في مجلس إدارة الجمعية وللإخوة والأخوات العاملون في الجمعية لما أبدوه من جهد ومثابرة في خدمة شعبهم ووطنهم.

والله تعالى نسأل أن يوفقنا لما فيه خير شعبنا ووطننا

• محمد عبد الحفيظ البرش

رئيس الجمعية